منتديات رهيب العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السيرة الذاتية

اذهب الى الأسفل

السيرة الذاتية Empty السيرة الذاتية

مُساهمة من طرف فتى الأحلام السبت 19 أبريل 2008, 10:16 pm

السيرة الذاتية:

( تصور لنا أبعاد كاتبها الثلاثة من خلال رؤياه هو : الداخل ، والخارج ، والأعلى. والسيرة الذاتية تنبع من القاموس الإنساني ، الذي يحوي في معظم لغات البشر كلمات تعبر عن الوحدة ، والعزلة، والانطواء ، والتأمل، والاستبطان، والتفكير العقلي ، والضمير والوعي الفردي ، ومهما كان من أمر انشغال الإنسان بالعالم والآخرين، فإنه لا بد من أن تجيء عليه لحظه يجد نفسه فيها \" حوار مع نفسه \". وإذا كنا نقول إن الإنسان\" شخص \" وليس مجرد \"فرد\" فذلك لانه يملك حياة \" باطنية \" تحول بينه وبين الاستغراق في المجموع إلى أقصى حد. )

أقسام السيرة الذاتية:

( يمكن تقسيم التراجم الذاتية في التراث العربي – تبعاً لحوافزها – إلى الأنواع التالية:

التبريرية:
وهي التي كتبت للدفاع أو الاعتذار ، ومن أمثلتها ترجمة حنين بن إسحاق ، التي عبر فيها عما أصابه به حساده من نكبات وبرر أسباب كبدهم له ، مدافعاً عن نفسه.

الرغبة في اتخاذ موقف ذاتي من الحياة:
كأن يصل إلى مذهب خاص أو سلوك بعينه ، ومن أصدق الأمثلة في أدبنا العربي لهذا اللون الذي يصور الموقف الشخصي الذي اهتدى إليه صاحبه بعد طول بحث وتحري. ما كتبه عن نفسه كل من محمد بن زكريا الرازي في \" السيرة الفلسفية \" والغزالي في \" المنقذ من الضلال وابن الهيثم في سيرته التي احتفظ لنا بها ابن أبي أصبيعة في كتاب \" عيون الأنباء في طبقات الأطباء \"

التخفف من ثورة أو انفعال:
وممن أفصح عن ثورة نفسية على بيئته ومجتمعه، وصور صراعه الهادر ، أبو حيان في مثالب الوزيرين وفي رسالته في الصداقة والصديق، وفي كتابه الإمتاع والمؤانسة، رغم أنه لم يترك ترجمة ذاتية مستقلة ، وكذلك أبو العلاء المعري في بعض رسائله.

تصوير الحياة المثالية:
وهي أشبه بنجوى الذات رغم أنها كتبت لكي يحتذيها الناس والأتباع ، وهي تفصح لذلك عن حياة صاحبها وما أتيح له من خبرات روحية وخلقية وفكرية. ومن أمثلتها ما كتبه عن نفسه كل من عبد الرحمن بن الجوزي في كتابه \" لفتة الكبد في نصيحة الولد\" و\" العلم الصوفي \" عبد الوهاب الشعراني في \" لطائف المنن \" وما كتبه عن نفسه كل من الحلاج وابن عربي والسهروردي.

تصوير الحياة الفكرية:
وهذا النوع يعمد فيه الكاتب إلى تسجيل كل ما أثر في تكوينه العقلي وتطوره الفكري، وأدبنا القديم والوسيط يحفل كثيراً بهذا النوع . وعى الكثيرون من الكتاب به، منهم البيروني وابن الهيثم والرازي والسيوطي وابن طولون الذي أفرد لهذه الغاية كتابه الفلك المشحون في أحوال محمد بن طواون ، وترجمات هؤلاء الذاتية ، تشبه ترجمات جيبون وجون ستيوارت ميل وهربرت سبنسر.

الرغبة في استرجاع الذكريات:
من أمثلتها في الأدب العربي كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ الذي قدم لنا فيه تصويراً حياً لشخصية الفارس الجسور، وللفروسية العربية، من خلال تصويره لحياته وشخصيته ومنها كتاب \" طوق الحمامة في الألفة والآلاف\" لابن حزم الذي يجري فيه مجرى الاعتراف حين يبوح بذكريات شبابه العاطفية ومنها كتاب النكت العصرية لعمارة اليمني الذي يتحدث فيه عن ذكرياته مع الوزراء والكبراء في أواخر العهد الفاطمي. )

لمحة عن الترجمة الذاتية في التراث العربي :

( لكي نقف على تطور الترجمة الذاتية في الأدب العربي ، منذ عصوره القديمة، يخلق بنا أن نشير إشارة موجزة إلى مدى معرفة القدماء لهذا اللون الأدبي وهي فيما يبدو إشارة لا غني عنها تضيء أمامنا السبيل لدراسة نماذجه في أدبنا الحديث.
حتى نلم بمدى تطور الترجمة الذاتية في أدبنا العربي في عصوره المختلفة، ونتعرف موقف كل من القدماء والمحدثين من إدراكهم لهذا الفن ، ونحصل بذلك على رصد أقرب إلى الدقة والوضوح لظاهرة من ظواهرنا الأدبية قد عرفناها منذ عصور بعيدة.
وإذا نحن تتبعنا تطور الترجمة الذاتية في الأدب العربي في عصوره القديمة والوسطى ، وجدنا أن لفظة \" ترجمة \" و \" سيرة \" كانتا تدوران على معنى \" تاريخ الحياة \" ، وقد اتخذ التاريخ للفرد ، صوراً مختلفة لدى العرب ، وكانت السيرة أولى هذه الصور ، وقصد بها حياة الرسول الكريم ومغازيه وإن لم يمنع ذلك وجود سيرة معاوية وبني أمية، لعوانة الكلبي ( المتوفى سنة 147هـ ) كما يذكر \" ابن النديم \" وقد ظهرت فيما يبدو في وقت ظهور \" سيرة ابن إسحاق \" ( المتوفى سنة 151 ) ، ثم تعددت أنواع التاريخ للأفراد بعد ذلك ، فكان \" الجرح والتعديل \" و \" الطبقات \" ثم \" التراجم \" في العصور المتأخرة التي تلت عصر الرواية والتدوين .

وكل هذه الأنواع هي الأقسام التي ينحل إليها التاريخ للأفراد عند العرب، وظلت السيرة عصوراً يقتصر استعمالها على بيان حياة الرسول ، ثم تطور الاستعمال في عصور تالية، فاستعملت بمعنى حياة الشخص بصفة عامة، بليل ما يذكره صاحب \" كشف الظنون \" من ظهور سير كثيرة منذ القرن الرابع الهجري، كسيرة \" أحمد بن طولون \" للابن الداية ( المتوفى سنة 334هـ ) و \" سيرة صلاح الدين \" لابن شداد ( المتوفى سنة 622هـ ).

أما كلمة \" الترجمة \" فهي دخلت إلى العربية عن اللغة الآرمية، ولم يكن الاصطلاح قد جرى على استعمالها، فيما يبدو إلى في أوائل القرن السابع الهجري ، حين استخدمها \"ياقوت \" في معجمه بمعنى حياة شخص ، ويرجح هذا الظن أن أبا الفرج في كتاب الأغاني لم يستعمل لفظة \" ترجمة \" عند كلامه على حياة الشعراء وغيرهم ، وكان يسبق كلامه بمثل قوله: خبر أبي قطيفة ونسبه أو أخبار بشار بن برد ونسبه.

وعلى مر العصور ، نرى كلمة \" ترجمة \" يجري الاصطلاح على استعمالها لتدل على \" تاريخ الحياة الموجزة للفرد \" وكلمة \" سيرة \" يصطلح على استعمالها لتدل على التاريخ المسبب للحياة. وإذا كان السابقون على ما نرى يفرقون في الاستعمال بين اللفظتين فإن الاصطلاح الحديث لا يفرق بينهما كثراً، بل يستخدم إحداهما مرادفة للأخرى، ومن ثم جاء الاصطلاح المعاصر \" الترجمة أو السيرة الذاتية \". )

الوظيفة الثقافية للسيرة الذاتية:

( وتتمثل هذه الوظيفة فيما تساعد عليه السيرة من خلال النشر الجماهيري من تطبيع وتنشئة اجتماعية، وتوحيد للمفاهيم وتقريب وجهات النظر ، بتوفير قاعدة عريضة مشتركة للاساليب أو الأنماط والقيم والخبرات المشتركة التي يتقاسمها أعضاء المجتمع.
ويظهرنا النموذج الثقافي وظيفياً على تأثير السيرة الذاتية على أخلاق الشباب ، بما تقدمه من نماذج للقدوة تتفق أو تختلف مع الأخلاق العامة والسيرة الذاتية في ضوء التفسير الإعلامي تقوم بدور هام في التنشئة الاجتماعية المعقدة، قصداً أو بدون قصد.)

العناصر الفنية للسيرة الذاتية :

( وإذا تساءلنا عن مدى حظ التراجم الذاتية في تلك العصور ، من العناصر الفنية التي تقربها من الترجمة الذاتية الحديثة، كان الجواب أ، كثيراً من هذه العناصر الأدبية، قد توافرت في بعضها ، وأن كثيراً مما كتبه العرب عن أنفسهم، صاغوه في أسلوب واضح سهل قائم على الإيجاز المحكم ، والعبارة العذبة وحسن العرض ، وسلاسة السرد القصصي ، والقدرة على إعادة الماضي وبعث الحياة والحركة والحرارة في تصوير الأحداث والتجارب والشخصيات.

وقد راعى كثير من هذه الترجمات الذاتية، الصراحة والصدق والتجرد في كثير من النظرات والآراء والتجارب المتصلة بالذات وبالشخصيات ، وبعضها صور أصحابها ما عانوه من صراع داخلي وخارجي ، تصويراً داففاً بالحيوية والنمو، يكشف عن مدى ما أصاب شخصية أحدهم من تحول وتغير وتطور.

وعنى كثير من هذه التراجم الذاتية ، بإثبات عنصري الزمان والمكان ، والكشف عن أسماء الشخصيات والأماكن ، وتعزيز الوقائع بإثبات التاريخ وبعض الوسائل والمدونات ، مع محافظة الاسترسال وعلى السرد الأدبي الجالب للمتعة المرادة من العمل الأدبي ، مما جعل الترجمة الذاتية تحظى بعناية عظيمة من جانب الأدباء ويقابلها الجمهور بإقبال شديد ، لأنها أرضت حاجة العرب إذ نقلت لهم الواقع الملموس في صورة قصصية سهلة ، عذبة ، وكانت تقوم إلى جانب السير والتراجم الغيرية، بهذا الدور الأدبي على مدى أجيال طويلة.

على أن أقرب التراجم الذاتية إلى الترجمة الذاتية الأدبية بمعناها الحديث ، هي تلك التي كتبها كل من المؤيد والأمير عبدالله وابن الهيثم والرازي وأسامة بن منقذ وابن خلدون والشعراني لأنها توافر فيها أكبر قدر من المتعة ، إلى جانب تصوير كل منها ، ما نستدل منه على السمات المميزة لشخصية صاحبها، وعلى مدى التطور الذي طرأ عليها ، وما دار في نفسه من ألوان مختلفة من الصراع ، مع مهارة السرد الأدبي الذي يعتمد على كثير من عناصر الفن ، وعلى الدقة والوضوح والسهولة والعذوبة ، ويعتمد أيضاً على قدر من الترابط في أجزاء كل ترجمة ذاتية، مما يجعلها عملاً يقوم على وحدة البناء في أكثر أجزائه.

وكلها من العوامل التي تحقق المتعة الأدبية، وتثير التعاطف الوجداني بين كاتب الترجمة الذاتية ، وبين متلقيها ، ويدعوه إلى المشاركة القوية في عديد من تجاربه وخواطره ومشاعره وانفعالاته. على أنه مما يقلل من هذه المتعة في السيرة الذاتية ، التي كتبها المؤيد ، ما كان يعمد إليه من محسنات لفظية وأسجاع ومجانسة، وصنعة وتكلف ، تجهد الذهن ، وتثقل حركته. )

( ويذهب أنصار السيرة إلى أنها تصلح للتدريس للأسباب التالية:

أولاً : أن الإنسان الفرد أبسط كموضوع للدراسة من القبيلة أو المدينة ، أو الأمة التي ينتمي إليها.

ثانياً : أن للأطفال ميلاً طبيعياً مفيداً نحو الشخصيات ، فهم يعيشون مع أبطالهم ويقاسمونهم، وبذلك تتسع دائرة خبراتهم بصورة لاتكاد تعقل في حالة دراسة الجماعات.

ثالثاً : أن تعرف الشخصيات العظيمة النبيلة في التاريخ يخلق رغبة في التشبه بهم ويبعث على بغض سلوك الشخصيات الشريرة.

رابعاً : أن من الممكن أن نجعل الأفراد يمثلون الجماعات، بحيث تكون دراسة لخصائص الأفراد وخبراتهم ، وبالتالي دراسة لخصائص الجماعات وخبراتها أيضاً
فتى الأحلام
فتى الأحلام
مشرف تربوي
مشرف تربوي

المساهمات : 18
تاريخ التسجيل : 19/04/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى