حوار بين الرسول وإبليس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حوار بين الرسول وإبليس
حوار بين الرسول وإبليس
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي حوار بين الرسول عليه الصلاة والسلام وإبليس اللعين لعنة الله عليه نقلا من كتاب شجرة الكون للشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه0
عن معاذ بن جبل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى مناد: يا أهل البيت أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة؟
فقال الرسول: أتعلمون من المنادي0
فقال أصحابه: الله ورسوله أعلم0
فقال النبي: هذا إبليس اللعين لعنة الله عليه0
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال الرسول: مهلا يا عمر ألم تعلم أنه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ولكن افتحوا له الأبواب فإنه مأمور فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم0
فقال ابن عباس رضي الله عنه: ففتح له الباب فدخل فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعيرات كشعر الفرو وعيناه مشقوقتان بالطول ورأسه كرأس الفيل الكبير وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور0 فقال إبليس: السلام عليك يا محمد السلام عليكم يا جماعة المسلمين0
فقال النبي عليه الصلاة والسلام: السلام لله يا لعين قد سمعت حاجتك ما هي
فقال إبليس: ما جئتك اختيارا ولكن جئتك اضطرارا0
فقال النبي: وما الذي اضطرك يا لعين؟
قال: أستحي ممن تستحي ملائكة الرحمن منه0
قال: صلى الله عليه وسلم: فما تقول في علي بن أبي طالب؟
قال: ليتني سلمت منه رأسا برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط0
قال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم0
قال إبليس اللعين: هيهات00 هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي إلى يوم معلوم، وكيف تفرح أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يرونني، فهو الذي خلقني وأنظرني إلى يوم يبعثون لأغويهم أجمعين00 جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارءهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين0
قال صلى الله عليه وسلم: ومن المخلصين عندك؟
قال: أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدنيا ليس بمخلص لله تعالى وإذا رأيت الرجل الدرهم والدنيا ولا يحب المدح والثناء، علمته أنه مخلص فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والمدح والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فهو أطوع ممن أصفه لك، أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر، يا محمد أما علمت أن الربا من أكبر الكبائر وأن التكبر من أكبر الكبائر، يا محمد أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل منهم سبعين ألف شيطان، فمنهم من وكلته بالعلماء ومن من قد وكلته بالعجائز ومنهم من وكلته بالعجائز أما الشباب فليس بيننا وبينهم خلاف، وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاءوا ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجون من حال إلى حال ومن باب إلى باب حتى يسبوهم بسبب من الأسباب، فآخذ منهم الإخلاص فيعبدون الله سبحانه وتعالى بغير إخلاص وما يشعرون، أما علمت يا محمد أن برصيصا الراهب أخلص لله سبعين سنة حتى كان يعافي بدعوته من كان سقيما، فلم أتركه حتى زاغ وكفر وقتل وهو الذي ذكره الله تعالى: ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين))0 أما علمت يا محمد أن الكذب من وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي، ومن حلف كاذبا فهو حبيبي، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله أني لكما من الناصحين، فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحتي0
وشهادة الزور قرة عيني ورضائي ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقا ومن عود نفسه على الطلاق حرمة عليه زوجته ثم لا يزالون يتناسلون إلى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنى فيدخلون النار من أجل كلمة، يا محمد إن من أمتك كم يأخِّر الصلاة ساعة فساعة كلما يريد أن يقوم للصلاة لزمته فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت في شغل حتى يأخِّرها ويصليها في غير وقتها فيضرب بها في وجهه فإن هو غلبني أرسلت له واحدا من الأنس يشغله عن وقتها فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يمينا وشمالا فينظر فعند ذلك أمسح بيدي على وجهه وأقبل بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصلح أبدا، وأنت تعلم يا محمد من أكثر الالتفات في الصلاة يضرب الله بها وجهه، فإن غلبني في الصلاة وصلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة ،فإن غلبني في ذلك أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا على الدنيا وحبا لها ويكون سميعا مطيعا لنا، فأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول له ليست عليك صلاة إنما هي على أنعم الله عليه بالعافية لأن الله يقول: (وليس على المريض حرج) وإذا فقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا ،فإذا مات تاركا للصلاة وهو في مرضه لقي الله سبحانه وتعالى وهو غضبان عليه، يا محمد إن كنت كذبت أو زغت فاسأل الله تعالى أن يجعلني رمادا0 يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أخرك سدس أمتك عن الإسلام0
فقال النبي: يا لعين من جليسك؟
فقال: آكل الربا0
فقال النبي: فمن صديقك؟
فقال: الزاني0
فقال النبي: فمن صحبتك؟
فقال: السكران0
فقال النبي: فمن ضيفك؟
فقال: السارق0
فقال النبي: فمن رسولك؟
فقال: الساحر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما قرة عينك؟
قال: الحلف بالطلاق؟
قال صلى الله عليه وسلم: فمن حبيبك؟
قال: تارك صلاة الجمعة0
قال صلى الله عليه وسلم: يا لعين فما يكسر ظهرك؟
قال: صهيل الخيل في سبيل الله0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يذيب جسدك؟
قال: توبة التائب0
قال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يكون حالك إذا قامت أمتي للصلاة؟
قال: يا محمد تلحقني الحمى والرعدة؟
قال صلى الله عليه وسلم: ولم يا لعين؟
قال: إن العبد إذا سجد لله رفعه درجة0
قال صلى اله عليه وسلم: وإذا صاموا؟
قال: أكون مقيدا حتى يفطروا0
قال صلى الله عليه وسلم: فإذا حجوا؟
قال: أكون مجنونا0
قال صلى الله عليه وسلم: وإذا قرءوا القرآن؟
قال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار0
قال صلى الله عليه وسلم: فإذا تصدقوا؟
قال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين؟
قال له صلى الله عليه وسلم: ولم ذلك يا أبا مرة؟
قال: فإن في الصدقة أربع خصال وهي: إن الله سبحانه وتعالى ينزل في ماله البركة، ويحببه إلى خلقه، ويجعل صدقته حجابا بينه وبين النار، ويدفع بها العاهات والبلايا0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في أبي بكر؟
قال: يا محمد لم يطيعني في الجاهلية، فكيف يطيعني في الإسلام0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في عمر بن الخطاب؟
قال: والله ما لقيته إلا وهربت منه0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال: أتاني ملك من عند رب العزة فقال: إن الله يأمرك أن تأتي لمحمد صلى الله عليه وسلم وأنت ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني آدم وكيف إغواءك لهم وتصدقه في أي شيء يسألك فعزتي وجلالي لإن كذبته بكذبة ولم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح ولأشمتن بك الأعداء0
وقد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمت بي الأعداء، وما من شيء أصعب من شماتة الأعداء0
فقال النبي: إن كنت صادقا فأخبرني من أبغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد ومن هو على مثلك0
فقال النبي: ماذا تبغض أيضا؟
قال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى0
فقال النبي: ثم من؟
فقال: عالم ورع عرفت أنه صبور0
قال صلى الله عليه وسلم: ثم من؟
قال: فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره0
قال صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أنه صبور؟
قال: يا محمد إذا شكى ضره لمخلوق مثله ثلاث أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين؟
قال صلى الله عليه وسلم: ثم من؟
قال: غني شاكر0
قال: وما يدريك أنه شكور؟
قال: إذا رأيته يأخذ من حليه ويضعه في محله0
قال صلى الله عليه وسلم: فما ينضج كبدك؟
قال: كثرة الاستغفار لله بالليل والنهار0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يخزي وجهك؟
قال صدقة السر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يطمس عينك؟
قال: صلاة السحر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يقمع رأسك؟
قال: كثرة صلاة الجماعة0
قال صلى الله عليه وسلم: فمن أسعد الناس عندك؟
قال: تارك الصلاة عمدا0
قال صلى الله عليه وسلم: فأي الناس أشقى عندك؟
قال: البخلاء0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يشغلك عن عملك؟
قال: مجالس العلماء0
قال صلى الله عليه وسلم: فكيف تأكل؟
قال: بشمالي وبإصبعي0
قال صلى الله عليه وسلم: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
قال: تحت أظفار الناس0
قال صلى الله عليه وسلم: فكم سألت من ربك حاجة؟
قال: أن يشركني في بني آدم في أموالهم وأولادهم فأشركني فيهم، وذلك قوله تعالى: (وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)0 وكل مال لا يزكى فإني آكل منه، آكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل ما لا يتعوذ عليه من الشيطان، وكل من لا يتعوذ من الجماع، وإذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد لا سامعا ولا مطيعا، وما ركب دابة تسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالى (وأجْلِب عليهم بخيلك ورَجِلك)0 وسألته أن يجعل لي بيتا فكان الحمام وسألته أن يجعل لي مسجدا فكان الأسوق، وسألته أن يجعل لي قرآنا فكان الشعر، وسألته أن يجعل لي آذانا فكان المزامير، وسألته أن يجعل لي صديقا فكان السكر، وسألته أن يجعل لي إخوانا فقال: (الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)0
قال صلى الله عليه وسلم: لولا آتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى لما صدقتك0
قال: يا محمد سألتك الله تعالى أن أرى بني آدم وهم لا يرونني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجل بنفسي كيف شئت في ساعة واحدة، فقال الله تعالى لك ما سألت وأنا أفتخر بذلك إلى يوم القيامة، وإن من معي معك وأكثر ذرية ابن آدم معي يوم القيامة0 وإن لي ولد سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة العتمة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة0 حتى إذا عمل العبد طاعة سرا وأراد أن يكتبها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس، فيمحوا الله تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب فيبقى ثواب واحد لأن له في كل عمل يعمله سرا مائة ثواب0 وإن لي ولد سميته كحيلا وهو الذي يكحل عيون الناس في مجالس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عن سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبدا، وما من امرأة إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أخرجي يدك فتخرج يدها فتبهتك، ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيئا إنما أنا موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصليا، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت الهداية بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا، وإنما أنت حجة الله على خلقه وأنا سبب من سبقت له الشقاوة والسعيد من أسعده الله في بطن أمه، والشقي من أشقاه الله في بطن أمه0
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) ثم قرأ قوله تعالى: (وكان أمر الله قدرا مقدورا) ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا مرة هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء وخطيب أهل الجنة وخصك واصطفاك وجعلني سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا أشقى مطرود وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقتك فيه0
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي حوار بين الرسول عليه الصلاة والسلام وإبليس اللعين لعنة الله عليه نقلا من كتاب شجرة الكون للشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله عنه0
عن معاذ بن جبل عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت رجل من الأنصار في جماعة فنادى مناد: يا أهل البيت أتأذنون لي بالدخول ولكم إلي حاجة؟
فقال الرسول: أتعلمون من المنادي0
فقال أصحابه: الله ورسوله أعلم0
فقال النبي: هذا إبليس اللعين لعنة الله عليه0
فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أتأذن لي يا رسول الله أن أقتله؟
فقال الرسول: مهلا يا عمر ألم تعلم أنه من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ولكن افتحوا له الأبواب فإنه مأمور فافهموا عنه ما يقول واسمعوا منه ما يحدثكم0
فقال ابن عباس رضي الله عنه: ففتح له الباب فدخل فإذا هو شيخ أعور وفي لحيته سبع شعيرات كشعر الفرو وعيناه مشقوقتان بالطول ورأسه كرأس الفيل الكبير وأنيابه خارجة كأنياب الخنزير وشفتاه كشفتي الثور0 فقال إبليس: السلام عليك يا محمد السلام عليكم يا جماعة المسلمين0
فقال النبي عليه الصلاة والسلام: السلام لله يا لعين قد سمعت حاجتك ما هي
فقال إبليس: ما جئتك اختيارا ولكن جئتك اضطرارا0
فقال النبي: وما الذي اضطرك يا لعين؟
قال: أستحي ممن تستحي ملائكة الرحمن منه0
قال: صلى الله عليه وسلم: فما تقول في علي بن أبي طالب؟
قال: ليتني سلمت منه رأسا برأس ويتركني وأتركه ولكنه لم يفعل ذلك قط0
قال صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي أسعد أمتي وأشقاك إلى يوم معلوم0
قال إبليس اللعين: هيهات00 هيهات وأين سعادة أمتك وأنا حي إلى يوم معلوم، وكيف تفرح أمتك وأنا أدخل عليهم في مجاري الدم واللحم وهم لا يرونني، فهو الذي خلقني وأنظرني إلى يوم يبعثون لأغويهم أجمعين00 جاهلهم وعالمهم وأميهم وقارءهم وفاجرهم وعابدهم إلا عباد الله المخلصين0
قال صلى الله عليه وسلم: ومن المخلصين عندك؟
قال: أما علمت يا محمد أن من أحب الدرهم والدنيا ليس بمخلص لله تعالى وإذا رأيت الرجل الدرهم والدنيا ولا يحب المدح والثناء، علمته أنه مخلص فتركته، وأن العبد ما دام يحب المال والمدح والثناء وقلبه متعلق بشهوات الدنيا فهو أطوع ممن أصفه لك، أما علمت أن حب المال من أكبر الكبائر، يا محمد أما علمت أن الربا من أكبر الكبائر وأن التكبر من أكبر الكبائر، يا محمد أما علمت أن لي سبعين ألف ولد ولكل منهم سبعين ألف شيطان، فمنهم من وكلته بالعلماء ومن من قد وكلته بالعجائز ومنهم من وكلته بالعجائز أما الشباب فليس بيننا وبينهم خلاف، وأما الصبيان فيلعبون بهم كيف شاءوا ومنهم من قد وكلته بالعباد ومنهم من قد وكلته بالزهاد فيدخلون عليهم فيخرجون من حال إلى حال ومن باب إلى باب حتى يسبوهم بسبب من الأسباب، فآخذ منهم الإخلاص فيعبدون الله سبحانه وتعالى بغير إخلاص وما يشعرون، أما علمت يا محمد أن برصيصا الراهب أخلص لله سبعين سنة حتى كان يعافي بدعوته من كان سقيما، فلم أتركه حتى زاغ وكفر وقتل وهو الذي ذكره الله تعالى: ((كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين))0 أما علمت يا محمد أن الكذب من وأنا أول من كذب ومن كذب فهو صديقي، ومن حلف كاذبا فهو حبيبي، أما علمت يا محمد أني حلفت لآدم وحواء بالله أني لكما من الناصحين، فاليمين الكاذبة سرور قلبي، والغيبة والنميمة فاكهتي وفرحتي0
وشهادة الزور قرة عيني ورضائي ومن حلف بالطلاق يوشك أن يأثم ولو كان مرة واحدة ولو كان صادقا ومن عود نفسه على الطلاق حرمة عليه زوجته ثم لا يزالون يتناسلون إلى يوم القيامة فيكونون كلهم أولاد زنى فيدخلون النار من أجل كلمة، يا محمد إن من أمتك كم يأخِّر الصلاة ساعة فساعة كلما يريد أن يقوم للصلاة لزمته فأوسوس له وأقول له الوقت باق وأنت في شغل حتى يأخِّرها ويصليها في غير وقتها فيضرب بها في وجهه فإن هو غلبني أرسلت له واحدا من الأنس يشغله عن وقتها فإن غلبني في ذلك تركته حتى إذا كان في الصلاة قلت له انظر يمينا وشمالا فينظر فعند ذلك أمسح بيدي على وجهه وأقبل بين عينيه وأقول له قد أتيت ما لا يصلح أبدا، وأنت تعلم يا محمد من أكثر الالتفات في الصلاة يضرب الله بها وجهه، فإن غلبني في الصلاة وصلى وحده أمرته بالعجلة فينقرها كما ينقر الديك الحبة ويبادر بها، فإن غلبني وصلى في الجماعة ألجمته بلجام ثم أرفع رأسه قبل الإمام وأضعه قبل الإمام وأنت تعلم أن من فعل ذلك بطلت صلاته ويمسخ الله رأسه رأس حمار يوم القيامة ،فإن غلبني في ذلك أن يفرقع أصابعه في الصلاة حتى يكون من المسبحين لي وهو في الصلاة، فإن غلبني في ذلك نفخت في أنفه حتى يتثاءب وهو في الصلاة فإن لم يضع يده على فيه دخل الشيطان في جوفه فيزداد بذلك حرصا على الدنيا وحبا لها ويكون سميعا مطيعا لنا، فأي سعادة لأمتك وأنا آمر المسكين أن يدع الصلاة وأقول له ليست عليك صلاة إنما هي على أنعم الله عليه بالعافية لأن الله يقول: (وليس على المريض حرج) وإذا فقت صليت ما عليك حتى يموت كافرا ،فإذا مات تاركا للصلاة وهو في مرضه لقي الله سبحانه وتعالى وهو غضبان عليه، يا محمد إن كنت كذبت أو زغت فاسأل الله تعالى أن يجعلني رمادا0 يا محمد أتفرح بأمتك وأنا أخرك سدس أمتك عن الإسلام0
فقال النبي: يا لعين من جليسك؟
فقال: آكل الربا0
فقال النبي: فمن صديقك؟
فقال: الزاني0
فقال النبي: فمن صحبتك؟
فقال: السكران0
فقال النبي: فمن ضيفك؟
فقال: السارق0
فقال النبي: فمن رسولك؟
فقال: الساحر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما قرة عينك؟
قال: الحلف بالطلاق؟
قال صلى الله عليه وسلم: فمن حبيبك؟
قال: تارك صلاة الجمعة0
قال صلى الله عليه وسلم: يا لعين فما يكسر ظهرك؟
قال: صهيل الخيل في سبيل الله0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يذيب جسدك؟
قال: توبة التائب0
قال النبي صلى الله عليه وسلم: كيف يكون حالك إذا قامت أمتي للصلاة؟
قال: يا محمد تلحقني الحمى والرعدة؟
قال صلى الله عليه وسلم: ولم يا لعين؟
قال: إن العبد إذا سجد لله رفعه درجة0
قال صلى اله عليه وسلم: وإذا صاموا؟
قال: أكون مقيدا حتى يفطروا0
قال صلى الله عليه وسلم: فإذا حجوا؟
قال: أكون مجنونا0
قال صلى الله عليه وسلم: وإذا قرءوا القرآن؟
قال: أذوب كما يذوب الرصاص على النار0
قال صلى الله عليه وسلم: فإذا تصدقوا؟
قال: فكأنما يأخذ المتصدق المنشار فيجعلني قطعتين؟
قال له صلى الله عليه وسلم: ولم ذلك يا أبا مرة؟
قال: فإن في الصدقة أربع خصال وهي: إن الله سبحانه وتعالى ينزل في ماله البركة، ويحببه إلى خلقه، ويجعل صدقته حجابا بينه وبين النار، ويدفع بها العاهات والبلايا0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في أبي بكر؟
قال: يا محمد لم يطيعني في الجاهلية، فكيف يطيعني في الإسلام0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في عمر بن الخطاب؟
قال: والله ما لقيته إلا وهربت منه0
قال صلى الله عليه وسلم: فما تقول في عثمان بن عفان؟
فقال: أتاني ملك من عند رب العزة فقال: إن الله يأمرك أن تأتي لمحمد صلى الله عليه وسلم وأنت ذليل متواضع وتخبره كيف مكرك ببني آدم وكيف إغواءك لهم وتصدقه في أي شيء يسألك فعزتي وجلالي لإن كذبته بكذبة ولم تصدقه لأجعلنك رمادا تذروه الرياح ولأشمتن بك الأعداء0
وقد جئتك يا محمد كما أمرت فاسأل عما شئت فإن لم أصدقك فيما سألتني عنه شمت بي الأعداء، وما من شيء أصعب من شماتة الأعداء0
فقال النبي: إن كنت صادقا فأخبرني من أبغض الناس إليك؟
فقال: أنت يا محمد ومن هو على مثلك0
فقال النبي: ماذا تبغض أيضا؟
قال: شاب تقي وهب نفسه لله تعالى0
فقال النبي: ثم من؟
فقال: عالم ورع عرفت أنه صبور0
قال صلى الله عليه وسلم: ثم من؟
قال: فقير صبور إذا لم يصف فقره لأحد ولم يشك ضره0
قال صلى الله عليه وسلم: وما يدريك أنه صبور؟
قال: يا محمد إذا شكى ضره لمخلوق مثله ثلاث أيام لم يكتب الله له عمل الصابرين؟
قال صلى الله عليه وسلم: ثم من؟
قال: غني شاكر0
قال: وما يدريك أنه شكور؟
قال: إذا رأيته يأخذ من حليه ويضعه في محله0
قال صلى الله عليه وسلم: فما ينضج كبدك؟
قال: كثرة الاستغفار لله بالليل والنهار0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يخزي وجهك؟
قال صدقة السر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يطمس عينك؟
قال: صلاة السحر0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يقمع رأسك؟
قال: كثرة صلاة الجماعة0
قال صلى الله عليه وسلم: فمن أسعد الناس عندك؟
قال: تارك الصلاة عمدا0
قال صلى الله عليه وسلم: فأي الناس أشقى عندك؟
قال: البخلاء0
قال صلى الله عليه وسلم: فما يشغلك عن عملك؟
قال: مجالس العلماء0
قال صلى الله عليه وسلم: فكيف تأكل؟
قال: بشمالي وبإصبعي0
قال صلى الله عليه وسلم: فأين تستظل أولادك في وقت الحرور والسموم؟
قال: تحت أظفار الناس0
قال صلى الله عليه وسلم: فكم سألت من ربك حاجة؟
قال: أن يشركني في بني آدم في أموالهم وأولادهم فأشركني فيهم، وذلك قوله تعالى: (وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا)0 وكل مال لا يزكى فإني آكل منه، آكل من كل طعام خالطه الربا والحرام، وكل ما لا يتعوذ عليه من الشيطان، وكل من لا يتعوذ من الجماع، وإذا جامع زوجته فإن الشيطان يجامع معه فيأتي الولد لا سامعا ولا مطيعا، وما ركب دابة تسير عليها في غير طلب حلال فإني رفيقه لقوله تعالى (وأجْلِب عليهم بخيلك ورَجِلك)0 وسألته أن يجعل لي بيتا فكان الحمام وسألته أن يجعل لي مسجدا فكان الأسوق، وسألته أن يجعل لي قرآنا فكان الشعر، وسألته أن يجعل لي آذانا فكان المزامير، وسألته أن يجعل لي صديقا فكان السكر، وسألته أن يجعل لي إخوانا فقال: (الذين ينفقون أموالهم في المعصية ثم تلا قوله تعالى (إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين)0
قال صلى الله عليه وسلم: لولا آتيتني بتصديق كل قول بآية من كتاب الله تعالى لما صدقتك0
قال: يا محمد سألتك الله تعالى أن أرى بني آدم وهم لا يرونني فأجراني على عروقهم مجرى الدم أجل بنفسي كيف شئت في ساعة واحدة، فقال الله تعالى لك ما سألت وأنا أفتخر بذلك إلى يوم القيامة، وإن من معي معك وأكثر ذرية ابن آدم معي يوم القيامة0 وإن لي ولد سميته عتمة يبول في أذن العبد إذا نام عن صلاة العتمة، ولولا ذلك ما وجد الناس نوما حتى يؤدوا الصلاة0 حتى إذا عمل العبد طاعة سرا وأراد أن يكتبها لا يزال يتقاضى به بين الناس حتى يخبر بها الناس، فيمحوا الله تسعة وتسعين ثوابا من مائة ثواب فيبقى ثواب واحد لأن له في كل عمل يعمله سرا مائة ثواب0 وإن لي ولد سميته كحيلا وهو الذي يكحل عيون الناس في مجالس العلماء وعند خطبة الخطيب حتى ينام عن سماع كلام العلماء فلا يكتب له ثواب أبدا، وما من امرأة إلا قعد شيطان عند مؤخرتها وشيطان في حجرها يزينها للناظرين ويقولان لها أخرجي يدك فتخرج يدها فتبهتك، ثم قال: يا محمد ليس لي من الإضلال شيئا إنما أنا موسوس ومزين ولو كان الإضلال بيدي ما تركت أحدا على وجه الأرض يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ولا صائما ولا مصليا، كما أنه ليس لك من الهداية شيء بل أنت رسول ومبلغ ولو كانت الهداية بيدك ما تركت على وجه الأرض كافرا، وإنما أنت حجة الله على خلقه وأنا سبب من سبقت له الشقاوة والسعيد من أسعده الله في بطن أمه، والشقي من أشقاه الله في بطن أمه0
فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك) ثم قرأ قوله تعالى: (وكان أمر الله قدرا مقدورا) ثم قال صلى الله عليه وسلم: يا أبا مرة هل لك أن تتوب وترجع إلى الله تعالى وأنا أضمن لك الجنة؟
فقال: يا رسول الله قد قضي الأمر وجف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة فسبحان من جعلك سيد الأنبياء وخطيب أهل الجنة وخصك واصطفاك وجعلني سيد الأشقياء وخطيب أهل النار وأنا أشقى مطرود وهذا آخر ما أخبرتك عنه وقد صدقتك فيه0
محترف عمان- عضو
- المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 17/04/2008
رد: حوار بين الرسول وإبليس
شكرا لك أخي ع الموضوع ولا تحرمنا من مواضيعك الأخرى القادمة
روابي منح- المدير العام
- المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 31/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى